وكالة أنباء الحوزة - وأضاف الدكتور سبحاني: الملاحظة الأولى فيما يتعلّق بالنشاط العالمي هي الشفافية، والتي تبدأ بشفافية المصطلحات والكلمات.
وتابع تصريحه قائلاً: عندما نتحدّث عن الحضور الفعّال على الساحة الدولية ينبغي لنا الفصل بين أنواع هذا الحضور، فالنوع الأول هو الحضور الفيزيقي والنشاط الفيزيقي، أمّا النوع الثاني فهو الحضور الناعم إلى جانب النوع الأول.
بعد ذلك أشار الأستاذ سبحاني إلى ضرورة الاهتمام بمسألة مدى مطالعة الأعمال المنتجة وليس تعدادها وحجمها، وأضاف: إنّ إنتاج كتاب أو حتى المشاركة في مؤتمر ما لا يعني بالضرورة الحضور الناعم بل يلزم أن نأخذ بالاعتبار مدى الاهتمام بهذه النتاجات في إطار صناعة الأحداث. وبيّن الدكتور سبحاني أنّ الحضور الفاعل والمؤثّر يعني الاضطلاع بدور في صناعة الأحداث العالمية. وقال: يجب أن نرتقي بنشاطاتنا بحيث يزيد إقبال الجمهور في المعارض الدولية على جناح الجمهورية الإسلامية ويتابع نشاطاتنا بلهفة واهتمام في كل عام. ولفت الدكتور سبحاني إلى أنّه لدينا إنجاز عظيم اسمه الثورة الإسلامية، وهي هويتنا التي يعرفنا العالم من خلالها.
وأضاف: يجب أن نعرف الشواخص الشيعية التي ينبغي التعريف بها خارج عالم التشيّع وأن نعمل بما ينسجم مع تلك الشواخص. وأكّد على أنّ عدم معرفة تلك الشواخص يعني عدم امتلاكنا لأيّ برنامج للحضور العالمي مبيّناً: يجب أن نضع نصب أعيننا الأركان الأربعة الرئيسية في مجال النشاط العالمي وأن نعمل وفقاً لهذه الأركان وهي: جغرافيا الحضور، النموذج التواصلي، استحداث منظومة دائرة الشؤون الدولية، ولغة الحضور والأدبيات الخاصة بها.
وأشار رئيس مركز الحضارة إلى ضرورة أن نحدّد جغرافيا نشاطاتنا موضّحاً: من المؤسف أننا حتى اليوم ما زلنا نجهل الجغرافيا الثقافية للعالم وهو ما يتطلّب من الحوزة العلمية أن تبذل جهوداً أكبر في هذا المجال. ولفت الدكتور سبحاني إلى أنّ معظم نشاطاتنا الدولية هي في أحسن الأحوال تشكّل ذكرى جميلة فحسب، وقال: ما لم نحدّد بدقة الإمكانات المتاحة فبالتأكيد لن يكون لنا التأثير المنشود في المجتمع الهدف. وأكّد الدكتور سبحاني على أنّ المجتمع الشيعي وللأسف ما يزال يجهل موقعه بالضبط وقال: إنّ أيّاً من وسائل الإعلام في العراق ولبنان ليس لها إنتماءات للأحزاب والأشخاص، بل تشكّل حالة جديدة في الإدارة في العالم.
وأضاف: إذا لم نحدّد منافسينا على الساحة الدولية فمن المؤكد أنّنا لن نتمكن من مواجهتهم، ذلك أنّ التعرّف على أهداف المنافسين وأساليب فعالياتهم يشكّل من أبجديات المواجهة معهم.
بعد ذلك أشار رئيس مؤسسة معارف أهل البيت (عليهم السلام) إلى افتقادنا وللأسف لنموذج دولي ثابت، وأضاف: يجب أن تكون قضايانا الدولية هي هواجس قسم الشؤون الدولية وقراراته لأنّه في غير هذه الحالة سيعني أنّ هذا القسم يسير بالاتجاه الخاطئ.
وتابع حديثه قائلاً: إنّنا إذا ما طبقّنا هذه الملاحظات أعلاه جميعاً دون أن نوظّف أدبيات التواصل الصحيحة فلن نصل إلى النتائج المنشودة، وموضوع الأدبيات هذا يشمل الأركان الأربعة التي ينبغي الاهتمام بها بصورة جادة.
وأخيراً، أشار الدكتور سبحاني إلى أنّه ما لم يتّخذ نظامنا التعليمي صبغة عالمية فلا نتوقّع إنتاج أعمال عالمية، وقال: ما دامت الدروس الحوزوية تتمّ بصورة تقليدية فلن يستطيع طلبة العلوم الدينية بهذا العبء الثقيل الذي يحملونه المشاركة في التنظير على الساحة الدولية المليئة بالمعضلات والقضايا المختلفة.